فاقد الامتنان… يستهلك ولا يمنح
بقلم/ ناصرمضحي الحربي
هناك فئة من البشر، لو بذلت لهم جهدك، وأفنيت وقتك، وأفرغت قلبك عطاءً، سيأخذون كل ذلك وكأنك سلّمتهم كيس هواء… بلا قيمة.
ليس لأنهم أشرار أو متعمدون للجحود، بل لأنهم ببساطة لم يتعلّموا أن الجميل دينٌ في العنق، ولم يتذوقوا في حياتهم طعم كلمة “شكراً”
الامتنان لغة، لها أبجديتها الخاصة، ومن لم يتعلّم حروفها، لن يستطيع النطق بها مهما حاول.
وقد تعجب من شخص أسديت له خيراً، فإذا به ينساه أو يتجاوزه كأنه لم يكن، لكنه في الحقيقة لم يُدرِك معنى العطاء، ولم يشعر يوماً بعمق أثره، فكيف تنتظر منه أن يقدّره؟
لهذا، لا ترهق نفسك بانتظار كلمة “شكراً” من فاقد الامتنان، ولا تحوّل إحسانك إلى صفقة تنتظر عائدها. فالعطاء الحقيقي لا يتغذّى على الاعتراف، بل على صفاء النية ونقاء القلب.
واعلم أن من لا يملك شيئاً لا يستطيع أن يمنحه، وأن فاقد الشيء – في الغالب – يستهلكه حتى آخر قطرة.
في النهاية، اجعل معروفك لوجه الله، ودع جزاءك عند من لا يضيع أجراً أحسن عملاً. فالبشر قد ينسون، لكن الله لا ينسى أجر من أحسن عملا.